الغدد الصماء
هي مجموعة من الغدد الإفرازية التي تضبط وتنظم الإجراءات الجسدية عبر إفرازاتها الكيماوية المسماة " هرمونات "، والتي تنقلها المجاري الدموية إلى الأعضاء المستهدفة. أما أوامر هذا الإفراز فهي صادرة من " تحت المهاد " و " الغدة النخامية " الموجودتان في الدماغ، وأصبح معلوماً أن هذه المنظومة من الغدد المفرزة للهرمونات هي ضرورية جداً للنمو الطبيعي والتناسل والاستقرار الجسدي عموماً، كما وتبين أن لها وظائف ومهمات أكثر أهمية مما نتصور.
يوجد سبعة غدد صماء هي: الغدة الصنوبرية، الغدة النخامية، الغدة الدرقية، الغدة الجاردرقية، الغدة الصعترية، البنكرياس، والغدة الكظرية. يضاف الطحال، والغدد التناسلية في هذه المنظومة المهمة للإفراز الغددي.
معلومات مختصرة عن كل غدة:
الغدة الصنوبرية:
هي كتلة صغيرة موجودة في الدماغ، تفرز هرمون " الميلاتونين "، تبدأ كبيرة ومع التقدم بالعمر تتقلص وتضمر. يعتقد العلماء أنها قد تلعب دور رئيسي في النضوج الجنسي، وفي التحريض على النوم، والاكتئاب، والإيقاع اليوماوي.
وتبين أنها مرتبطة بالتطوير العقلي والروحي، إذ تعتبر صلة الوصل بين العالم الخارجي والعوالم الخفية الباطنية في حياة الكينونة البشرية. ويشار إليها بــ " العين الثالثة " أو مركز الحاسة السادسة. يعتمد عليها اليوغيين ( كوسيط ) بوصل وعيهم مع نشاطات العالم المرئي والعالم اللامرئي، كما وتعتبر أداة استثارة للإلهام والوحي، والمصدر الذي يتلقى النور الإلهي والمعرفة الغيبية. وهي التي تساعد ( حسب قناعة الفرد ) في رؤية الكينونات الفكرية بصفة كائنات خفية مختلفة.
الغدة النخامية:
موجودة في الرأس خلف جذر الأنف مباشرة، وهي المايسترو لكامل منظومة الغدد الصماء. يقوم فصّها الأمامي بإفراز معظم الهرمونات النخامية التي تحفز النمو، وتلعب دوراً في تطور السائل المنوي وبيضة التلقيح، وإفراز الحليب، كما أنها تلعب دوراً في إطلاق هرمونات الغدة الدرقية، والغدة الكظرية، والجهاز التناسلي، وإنتاج الخضاب. أما الفص الخلفي منها فيخزن ويطلق الهرمونات القادمة من " تحت المهاد "، وهي تتحكم بأداء الغدة النخامية، وتقلصات الرحم وإفراز الحليب، وضغط الدم وتوازن السوائل في الجسم.
تنتج هذه الغدة وتسيطر على الذكاء المتوقد، وحدة الذهن، ومشاعر الحب والعاطفة، وقوة ضبط النفس. كما أنها تنظم نمو الجسم ( القزامة والعملقة، أي شذوذ ينتج من حصول خلل في أداء هذه الغدة ). وهي التي تنفرز الذكورة والأنوثة، وتحكم عمليات البلوغ والصبا والإمكانيات التناسلية.
الغدة الدرقية
موجودة في الحنجرة، وتفرز هرمونات تلعب دور حيوي للأيض والنمو. تسيطر على عملية إفراز الهرمونات الدرقية من قبل الهرمون المحفز ( TSH ) الذي تطلقه الغدة النخامية. الوظيفة الرئيسية لهذه الهرمونات لدى البالغين هي ضبط وتنظيم استهلاك الأوكسجين في الخلايا. كما أنها تساهم في خفض الكولسترول في الدم، وهي ضرورية للنمو والتطور الطبيعي للأطفال. كما وتنتج الغدة الدرقية أيضاً هرمون ( الكلسيتونين ) الذي يحفز على ترسيب الكالسيوم من الدم إلى العظام، وموازنة نشاط هرمونات الغدة الجاردرقية.
وتبين انها تلعب دور رئيسي في المحافظة على التوازن العقلي ونمو الطبيعة الفردية، ويؤثر أداء هذه الغدة على المستوى العاطفي وتطور الشخصية، ومسؤولة عن استثارة النشاط المبتهج ( الرشاقة ) والحماسة. كما وأن زيادة إفرازها تجعل الشخص نافذ الصبر، ومتلهف وقلق، وعصبي، وثرثار، ومتهيج. اما الأداء المتناغم لهذه الغدة فيساهم في تطوير المواهب وارتقاء الشخصية بشكل سليم.