النبي كيكي السوري
تفاصيل العمل

النبي كيكي السوري يعتقد سكان الساحل والوسط السوري بوجود نبي اسمه ( النبي كيكي )، وهو نبي قادر على حل المشاكل المستعصية والمستحيلة، لذلك عندما تعترضهم معضلة يقولون ( بدها النبي كيكي ليحلها )، وكيكي هذا كان كاهناً لمعبد " بلدة باكتوسِسِة "( 1 ) ولدهشة السكان المحليين من ضخامة حجارة هذا المعبد وإحساسهم بالإعجاز اعتقدوا أن جن النبي سليمان هم من بنوا هذا المعبد وقاموا بنقل الأحجار الضخمة التي تزن أكثر من 70 طنًا، عليه آمن كيكي بإله النبي سليمان وصار من اتباعه، وتغير اسم البلدة إلى ( حصن سليمان )، وهو الاسم الحالي لهذه البلدة، والحصن هو موقع أثري في سوريا على بعد 14 كم من مدينة ومصيف الدريكيش التابعة لمحافظة طرطوس، وهو الاسم العربي للحصن. بنى الحصن سكان جزيرة أرواد / أرادوس ( الآراميون ) وذلك عندما استوطنوا هذه المناطق الجبلية الحصينة هربًا من هجمات الآشوريين، وتم تكريسه في البداية لعبادة الإله بيتو خيخي، وفق نصوص الكتابات اليونانية المكتشفة في الحرم الكبير للمعبد حيث كان مكرَّسًا لعبادة إله محلي آرامي اسمه منقوش باليونانية على أماكن مختلفة من المعبد إله بيتو خيخي وهو يوازي الإله زيوس رب السماء عن اليونان. ثم جدد سلوقس نيكاتور بناءه وكرّسه للإله بعل - زيوس وسماه بيت خيخي زيوس أو بيت سيسي زوس. ازدهر المعبد في عهد الرومان الذين بدؤوا بتجديده في القرن الأول الميلادي قبل أن تُبنى فيه كنيسة في العهد البيزنطي. لكن الإنجاز الحقيقي حدث في القرن الثاني الميلادي خلال حكم الإمبراطور سبتيموس سفيروس، وبقيت العبادة تمارس فيه حتى القرن الرابع الميلادي، في الفترة البيزنطية، أي ما بعد اعتناق المسيحية دينًا رسميًا في عهد الإمبراطور قسطنطين الكبير. وتظهر هناك رسالة من القيصر إلى الحاكم كي يحترم الأم تيازات التي منحها حاكم الولاية للسكان. كما منح وقف لمعبد (زيوس) من أجل ذبائح المعبد. وأحدثوا سوقًا تجارية كان يتم عقدها مرتين بالشهر بموجب أمر رسمي. كما منح حق اللجوء إلى المعبد والاحتماء فيه، كما في معبد دافني ومعبد جوبيتر في دمشق وأعفي سكان المنطقة من الضرائب. كما أن الكتابات في الحصن تشير إلى أن الإله الأكبر لبيتوسيسي هو اٍله شاف من الأمراض واٍن مريضًا زار 360 طبيبًا دون جدوى وشفي بأعجوبة فيه.( 2 ) يضيف الدكتور خليل المقداد في هامش بحثه المنشور في ( مجلة الباحثون العلمية المنشورة ) بتاريخ / 7 – 2 – 2011 / معلومة جديدة وهي أنّ الاسم القديم للحصن هو " بيتوقيسو " أي - باي توس – بيت أوسس، ومن المفترض أن التسمية تعود إلى اللغة العربية الآرامية ؛ ولكن هل كان الأمر يعني بيت قوس؟ والمعروف عن قوس أنه كان أحد الآلهة العربية التي تقدس في الجزيرة العربية وكذلك عند الأنباط والصفائيين في شمال الجزيرة العربية وجنوب سورية وربما كان ذلك لدى الآراميين في بلاد الشام، ولذلك سمي باسم القرية (بيت كيكي) ومن ثم أصبح الاسم المتداول بيتوقيسو. وأخيراً نقول، تعددت أسماء هذا الإله المحلي ( سيسي، خيخي، قيسو، زوس، جوبيتر ) إلا أنّه بقي في الذاكرة الشعبية باسم النبي كيكي الذي يحل أصعب المشاكل. ............... المراجع: 1- ص 132 من كتاب المسالك والبلدان - رينيه ديسو. 2- كما ورد في أرشيف المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية

شارك
بطاقة العمل
تاريخ النشر
منذ سنة
المشاهدات
230
المستقل
شارك
مركز المساعدة