إن الغوص في مؤلّفات تراثنا الأصيلة والكتب العربية العظيمة التي أثْرَتِ الحضارة الإنسانية على مرّ العصور غدا ضرورةً وحاجةً في ظلّ ثقافة عصرنا وتحوّلاتها، فدراسةُ هذه المؤلّفات والتنقيبُ في كنوزها وعوالمها عملٌ هامٌّ وجوهريٌّ لتدعيم جسور التواصل بين حاضرنا وماضينا، ممّا يؤسّس لمستقبلٍ زاخرٍ بالعطاء المتدفّقِ من جذورٍ إبداعيّةٍ ضاربةٍ في تربة الفكر الأصيل، وكما قيل: "أوّلُ الجديدِ قتلُ القديمِ بحثاً".
ومن هذا المنطلق جاءت دراستي المتواضعة لرسالة ابن حزم في الألفة والألّاف، فودَدْتُ تسليطَ الضوء على عوالم هذا الكتاب العالي الذي يمثّل نموذجاً هائلاً للفكر الإنساني المنفتح المبني على ثقافة المحبة بتجلّياتها المختلفة. ونظراً لضيق المساحة البحثية، وخصوصيّة موضوع الكتاب وعمقه، اخترت أن أنشر جزءاً صغيراً من بحثي هذا؛ يتضمن إضاءةً بسيطةً كي يتمكن القارئ من تكوين صورة عن الكتاب والبحث ككلّ من خلال مقتطفٍ منه.
وفي ضوء ذلك تناول هذا الجزء كتاب طوق الحمامة بتوصيفٍ عامٍّ؛ بحث في دلالة العنوان، تلا ذلك إضاءةٌ على بنائه الأدبيّ والأسلوبيّ، لينتهي بدراسةٍ فنيةٍ لقطعةٍ أدبيةٍ من "باب الكلام في ماهية الحب".
وقد قمت باختيار مقتطفات من الدراسة وتصويرها لعرضها هنا.
