نساء من التاريخ: صوفيا تولستوي
تفاصيل العمل

"لم أفعل شيئًا. كم يعذبني ويرعبني إدراكي لكسلي! إن الحياة، مع الندم، محض عذاب! سأقتل نفسي إذا مرت علي ثلاثة أيام أخرى دون أن أقوم بفعل شئ ينفع الناس!" دي كانت كلمات عملاق الأدب الروسي؛ العطوف والزاهد "ليو تولستوي"، كتبها في محاولة منه لتدوين مذكراته في العشرين من عمره. نشأ "تولستوي" وسط أسرة روسية ثرية، من كبار النبلاء الإقطاعيين. وتزوج من السيدة الأرستقراطية "صوفيا أندويفنا"، اللي كانت بتعشق حياة الترف والشهرة، و"تولستوي" كان بيحب "صوفيا" جدّا. ودا الزواج الوحيد في حياته، استمر لأكثر من 40 سنة، واتعود الثنائي كتابة مذكراتهم عن يومياتهم وحياتهم سوا. أما "تولستوي"، وبعد 15 سنة من الكتابة والإبداع؛ بدأ يتغير، ويدعو لمبادئ جديدة: زي الحب والسلام، وله عدة محاولات لإصلاح نفسه والمجتمع، وطالب بإلغاء الرق والإقطاع. بالإضافة إنه بدأ يكتب كتب وينشرها بدون مقابل، ووزع جزء كبير من أرضه على المزارعين، دا غير إنه صرف معظم ثروته على الفقراء. طبعًا كل دي كانت أسباب كافية جدًا للسيدة "صوفيا" إنها تثور ضده، وبدأت تنتقده وتعنفه بشدة، على التفريط في ثروته، لحد ما حياته اتحولت جحيم. وكتب الأديب لزوجته رسالة عن قراره برحيله عنها: "حبيبتي صوفيا. أعلم أنك ستتألمين كثيرًا لرحيلي، وأنه ليحزنني ذلك أشد الحزن. ولكنني آمل من كل قلبي أن تدركي الأسباب التي تدفعني إلى ذلك الرحيل، ولم تكن أمامي وسيلة سواه لتلافي مأساةٍ قد تكون مفجعة! لقد غدا وضعي في هذا البيت غير محتمل يا صوفي! لم أعد قادرًا على ممارسة الحياة اليومية في هذه الرفاهية التي تحيط بي، وبات الثراء يخنقني! وقد طال صبري على هذا! حتى انقطع رجائي في مزيد من الصبر. يقيني شر اليأس من عالمٍ تشهيّته كثيرًا، كما يتشهاه كل عجوزٍ بلغ السن التي بلغت! وما أنشده هو عالمٌ من السكون والوحدة، لا يفسده ضجيج المال، وأنانية الثراء، ووحشية الرغبة في التملّك! أريد أن أقضي الأيام المتبقية لي من العمر في سلام". بعد كل الحب اللي كان بين "تولستوي" و"صوفيا"، اتسببت الخلافات في هجره لزوجته، وتدمير كل المشاعر اللطيفة دي، حتى وصل الأمر لكرهه لها، ووصى إنها ماتشوفش جثمانه بعد وفاته! وبالفعل عاش "تولستوي" حياة الزهد وسط الحقول، وبدأ يجني ماله بنفسه، وكان بيلبس ملابس الفقراء. ولكنه بعد ما وصل عمره 82 سنة؛ توفى من شدة برودة الجو، وهو وحيد وفقير! يقال إن سبب الوفاة كان داء الرئة، وتوفى في محطة قطار! بعد وفاته، ناس كتير من محبيه، هاجمت زوجته، واتهموها إنها السبب في عذابه، ووفاته، وقتل إبداعه، وحاولت "صوفيا" تدافع عن نفسها وقتها. غير كمان ناس تانية أخدوا جانب "صوفيا" لأنها كانت سيدة أرستقراطية من البداية، وكان من الواجب على "تولستوي" إنه ياخد برأيها، نظرًا لأنها حبيبته، وشريكة حياته. ولكن في النهاية، اعترفت "صوفيا" لبنتين من بناتها، قبل وفاتها، إنها كانت السبب في تعاسة الأديب الكبير "ليو تولستوي"!

شارك
بطاقة العمل
تاريخ النشر
منذ 3 سنوات
المشاهدات
342
المستقل
طلب عمل مماثل
شارك
مركز المساعدة