المشروعات التنموية العملاقة وتأثيرها علي استقرار الإقتصاد في مصر
تفاصيل العمل

المشروعات التنموية العملاقة وتأثيرها علي استقرار الإقتصاد في مصر المقدمة: على وقع المشروعات الثلاثة التي أطلقتها مصر في السنوات الخمس الماضية، ونعني بها مشروع قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية، والقطار السريع الذي سيربط العين السخنة بالعلمين، مروراً بعدد من المدن الحالية وتلك المزمع إنشاؤها بموازاة خط القطار، على وقع هذه المشروعات، وما صاحبها من جدل وما واجهته من محاولات التشويه والتشكيك والمستمرة حتى اليوم، يبرهن تاريخ المشروعات الكبرى أو العملاقة أو القومية في مصر منذ القرن التاسع عشر على أن مثل هذه المشروعات التي تنقل البلاد خطوات واسعة نحو التقدم والتنمية الاقتصادية- الاجتماعيةً الشاملة، عادة ما تتعرض للهجوم والنقد الموضوعي وغير الموضوعي في لحظة طرحها وأثناء مراحل تنفيذها، ولكنها تتحول إلى أيقونات قومية بعد أن تصبح تاريخاً، وبعد أن تدرك الأجيال اللاحقة الأثر الذي تركته مثل هذه المشروعات على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خاصة والحضارية عامة. وقد يتساءل البعض عما كانت ستؤول إليه هذه الأوضاع كلها لو كانت الانتقادات التي طالت هذه المشروعات عند طرحها وأثناء تنفيذها قد نجحت في وقف هذه المشروعات أو إلغائها، أو تأخير عملية بناءها؟ ويتفرع عن ذلك سؤال آخر مهم حول الدوافع التي تقود البعض للاعتراض على مثل هذه المشروعات والكيفية التي يعمل بها لحشد الرأى العام من حوله. تحاول هذه الدراسة إثبات أن الحجج التي أُثيرت ضد المشروعات الكبرى في تاريخ مصر منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم لم تتغير رغم تغير الظروف والأوضاع التي تم فيها إنشاء هذه المشروعات زمنياً، وأن من يعارضون المشروعات الكبرى في مصر حالياً لم يستفيدوا من دروس التاريخ التي تبرهن أن مشروعات مثل قناة السويس وسكك حديد مصر والترام التي عرفتها مصر في القرن التاسع عشر، وبناء ضاحية مصر الجديدة وإنشاء كورنيش الإسكندرية وتشييد السد العالي في القرن العشرين، والتي باتت أيقونات قومية وعلامات فارقة في تاريخ التطور الحضاري لمصر بعد سنوات طويلة من إنشائها، كل هذه المشروعات كانت قد تعرضت للهجوم والانتقاد ومحاولة العرقلة منذ لحظة طرحها. وبالتالي، فإن ما تتعرض له المشروعات الكبرى الحالية (قناة السويس الجديدة، العاصمة الإدارية، القطار السريع)من هجوم وتشويه ليس بالأمر الجديد، وهو يعبر عن نمط من التفكير السلبي المزمن، له أسبابه النفسية بقدر ما يشتبك أحياناً مع نمط من المكايدة السياسية المعبرة عن عجز عن التفريق بين معارضة نظام الحكم من منظور سياسي، وبين الحرص على المصلحة القومية من منظور استراتيجي.

مهارات العمل
شارك
بطاقة العمل
تاريخ النشر
منذ سنة
المشاهدات
246
المستقل
طلب عمل مماثل
مهارات العمل
شارك
مركز المساعدة