تنمية بشرية

الأرنب والسلحفاة -للكبار- قصة الأرنب والسلحفاة أيقونة من أيقونات الطفولة،كل طفل سمع هذه القصة سرح في خياله ،وغمرته السعادة بفوز السلحفاة. أنا إلى الآن ترد في خاطري نظرة الأرنب الساخرة من السلحفاة،وكيف نظر إليها بزاوية عينه مستهزئاً بقدراتها وواثقاً من فوزه الأمر الذي جعله مطمئناًليغط في نومٍ عميق ،ضامناً الفوز. أما السلحفاة كان لديها توجهات أخرى ،ولم تفتر عزيمتها أو تُحبط معنوياتها بسبب تباين القدرات ولم تفكّر بفارق السرعة الشاسع بينهما،كان لديها درعٌ قوي حصّنت به ذاتها،بقوة الدِّرع الذي يحصّن جسمها الغض. بدأت الرحلة............وبالنسبة إليّ هذا هو المهم،خطوة البداية،نعم خطوة البداية،بعد أن نحصّن ذاتنا بدروع صُلبة ،مقاومة،ضد الكسر قاسٍية كدرع السلحفاة الصلب. نعود للحكاية ،في النهاية غمرتنا سعادةً لا مثيل لها بفوزالسلحفاة،لأن النجاح له مذاق حلو نستسيغه منذ الطفولة ،هو غريزة فطريّة،لكن برأيّ السعادة الحقيقية هي في الطريق نحو النجاح،بالتأكيد بطلة حكايتنا استمتعت أثناء التجوّل بالغابة وسط الطبيعة الخلّابة في مسيرها نحو الهدف ،فكل رحلة تضفي نضوجاً وزخماً لشخصنا. في طريق الرحلة تكمن العبرة تُصقل أفكارنا ،تُشحذ الهمم،ومحتمل أن يتغيّر مسارنا كليّاً نحو وجهةٍ أفضل،أفق أفكارنا يتسع،أو بالأحرى نلغي الحدود،،ونترك العنان لأفكارنا لتحلّق بالأفق. قصتنا يجب أن تُحكى للكبار قبل الصغار ......كم في حياتنا من أرانب ممكن أن يقتلو أحلامنا قبل أن ترى النور بكلامهم القاسي المحبط ....أو حتى نظرة سخريّة كفيلةٌ بإلغاء تلك الرحلة الشيّقة. وكان يا مكان في كل زمانٍ ومكان ،كان هناك حواجز وعثرات،طرق وعرة،أحلام قالو عنها مستحيلة،لا تفعل......لن تستطيع.......إياك والذهاب في ذاك الاتجاه،احذر،قف،لا تكمل،وقالوا....وقالوا،اصدقائي الكبار لن أقول لكم تلك الديباجة التي نكررها نهاية كل حكاية للصغار -اسمعوا الكلام-بل لا تسمعوا الكلام،الكلام المحبط، المثبّط ،المدمّر،كم من حلمٍ أوقعه الكلام المسموم قتيلاً،كم من هدفٍ لم نخطو خطوة واحدة في سبيله،لا لسبب،بل لأن الدروع لدينا هشّة،هزيلة،قابلة للكسر،تتأثر بما هو ليس أهل لنتأثر به،كم من أماني لامست شغاف القلب،أعرضنا عنها،وتجاهلنا نداء قلوبنا،فقط لأننا سمعنا مالم يجب سماعه. العبرة من الحكاية:سرُّ النجاح بالدروع المقاومة للإحباط ،دروع ضد الانكسارات،ثمّ المضي قدُماً بخطوات جادّة،ملتزمة،وان شاءالله سيكون النجاح حليفنا وصديقنا.......وحكايتنا