بستان الحكيم وعملة الذهب بستان الحكيم وعملة الذهب
تفاصيل العمل

هذه قصة تجمع بين التاريخ والخيال لتؤكد على أهمية حب الخير للآخرين. تدور أحداث القصة في أواخر القرن الثالث الهجري، في إحدى المدن الواقعة على طريق الحرير، حيث تلتق الحضارات وتتنوع الخيرات. كانت هناك أسطورة محلية عن "بستان الحكيم"، وهو بستان غريب الأطوار يقال إن أشجاره تثمر بقدر ما يعطي قلب صاحبها. عنوان القصة: بستان الحكيم .: · أبو ياسر: تاجر عطور ثري، اشترى البستان من ورثة الحكيم بعد وفاته. قلبه مشغول بالربح والمكسب. · سالم: فلاح فقير يعمل في البستان، طيب القلب ومؤمن بأن الرزق مقسوم. · أم علي: عجوز فقيرة تسكن في طرف المدينة. · الطفل ناصر: طفل يتيم يعيش على صدقات الناس. أحداث القصة: كان أبو ياسر يتفقد بستانه الجديد، فرأى شجرة رمان عتيقة لم تثمر سوى ثمرتين أو ثلاث ثمار متقطعة. غضب وقال لسالم: "ألم آمرك بأن تزيد من العناية بهذه الشجرة؟ انظر إلى جاراتها من الأشجار، ثمارها أكثر لكنها لا تكفيني! يجب أن تثمر ذهباً!" نظر سالم بتؤدة وقال: "سيدي، هذا البستان له سر. كان الحكيم السابق يقول: 'إن الأرض كالكريم، تعطي بقدر ما تضع في حجرها'. ربما السر ليس في الأرض وحدها." استهزأ أبو ياسر بكلام سالم وانصرف. في اليوم التالي، بينما كان سالم يجني بعض الفاكهة، رأى الطفل ناصر يتسلل خلف سور البستان وينظر إلى الثمار بعينين جائعتين. لم يطرده سالم، بل دعاه وأعطاه سلة صغيرة مملوءة بأطيب الفاكهة. فرح الطفل فرحاً شديداً وشكر سالم من كل قلبه. في اليوم نفسه، مرت أم علي العجوز وهي تتأوه من شدة العطش والحر. فما كان من سالم إلا أن دعاها للاستراحة تحت ظل شجرة التين، وأسقاها من ماء البارد العذب، وملأ جرتها بالفاكهة الطازجة. دعت له العجوز بدعاء صادق خرج من أعماق قلبها. لم يكن أبو ياسر بعيداً عن هذه المشاهد. كان يراقب من شرفة بيته المتاخم للبستان، فاستشاط غضباً. نزل مسرعاً وصاح في سالم: "أتعلم أنك تسرق مني؟! هذه الثمار ملكي، وليس من حقك أن تتصرف بها! سأخصم ثمن هذه الفاكهة من راتبك!" حاول سالم أن يشرح: "لكن سيدي، إنهم جيراننا وهم في حاجة..." لم يكمله أبو ياسر وقال: "لا حاجة لأحد في بستاني! اذهب ولا تعد لهذا الفعل." حزن سالم، ولكنه لم ييأس. قرر أن يزرع في أرض صغيرة مهجورة بجوار كوخه بعض الخضروات ليعطيها للمحتاجين سراً. التحول والخيال: في صباح اليوم التالي، ذهل الجميع لما رأوه. الشجرة التي أعطى منها سالم الفاكهة للطفل ناصر، أصبحت غاصّة بثمار الرمان الحمراء اللامعة، وكأن كل زهرة تحولت إلى ثمرة. وشجرة التين التي استظلت تحتها العجوز، أصبحت أغصانها تنحني من ثقل التين الشهي، وكان حجم التينة كحجم كف اليد. أما بقية الأشجار في البستان، فبقيت كما هي. لم يصدق أبو ياسر عينيه. خرج ليتفقد البستان فوجد أن الأشجار التي اقترب منها سالم سراً ليعطي منها للمحتاجين، كلها قد ازدهرت وأثمرت بغزارة غير مسبوقة. بينما الأشجار التي لم يلمسها إلا هو، بقيت مثمرة بشكل عادي. أدرك أبو ياسر الدرس الذي كان يغيب عنه. لقد فهم سر "بستان الحكيم". السر لم يكن في الماء والتربة فقط، بل في البركة التي يجلبها حب الخير والعطاء. الختام والعبرة: ندم أبو ياسر على بخله وقسوة قلبه. نزل إلى سالم ومعذرته تسبقه، وقال: "لقد علمتني يا سالم أن الخير ليس مادّة تنقص، بل هو نهر يجرّ النعم. من اليوم فصاعداً،

شارك
بطاقة العمل
تاريخ النشر
منذ يوم
المشاهدات
12
المستقل
Muna Kamal
Muna Kamal
معلق صوتي وكاتبة
طلب عمل مماثل
شارك
مركز المساعدة