كانت شركة أدوية ناشئة طموحة على وشك تحقيق إنجاز كبير، حيث كانت تهدف إلى استغلال القوة الكامنة في الطحالب البحرية لإنتاج أدوية جديدة. كانت الشركة تمتلك الرؤية المبتكرة، لكنها كانت تفتقر إلى الأساس العلمي المتين لإثبات صحة نهجها أمام المستثمرين وتوجيه فرق البحث الداخلية.
كانت مهمتي واضحة ومحورية: بناء هذا الأساس العلمي من خلال إعداد مراجعة أدبية شاملة وحاسمة.
انطلقت في رحلة عميقة داخل الأدبيات العلمية، مستكشفًا قواعد البيانات الضخمة مثل PubMed وScopus وGoogle Scholar. بدأت العملية بتحديد وجمع أكثر من 50 دراسة علمية محكّمة ومحورية حول المركبات النشطة حيويًا في الطحالب. لم أكتفِ بالقراءة السطحية، بل قمت بتفكيك كل ورقة بحثية، ورسم خرائط للمسارات الجزيئية المعقدة، واستخلاص البيانات الدقيقة من التجارب العلاجية، وتحديد الأنماط والثغرات في الأبحاث الحالية. بعد ذلك، بدأت مرحلة التوليف، حيث قمت بنسج هذه الخيوط المعلوماتية المتفرقة في سرد علمي واحد متماسك. بنيت المراجعة بمنطقية، بدءًا من الكيمياء الحيوية الأساسية للمركبات، مرورًا بآلياتها التفصيلية المضادة للسرطان وحماية الأعصاب، وانتهاءً برؤية استشرافية للتطبيقات المستقبلية. تم دعم كل معلومة بمصدرها بدقة، واستخدمت برنامج "ميندلي" لإدارة شبكة المراجع المعقدة، مما ضمن تنسيق كل مصدر بشكل مثالي.
لم تكن الوثيقة النهائية مجرد مراجعة، بل كانت بمثابة خارطة طريق استراتيجية. أصبحت هذه المراجعة حجر الزاوية في استراتيجية البحث والتطوير للشركة، وأداة قوية في عروضهم التقديمية للمستثمرين، مما منحهم المصداقية العلمية اللازمة لتأمين التمويل والمضي قدمًا في عملهم الرائد.