من مذكّراتي

من مذكّراتي. حين تعلّمت من الحياة "ليست كل الدروس تُعلَّم في المدارس. بعضها نُسج في مواقف، وكتبته الحياة على صفحات القلب." القصة / الموقف (مثال): "كان ذلك في يومٍ حار من أيام أغسطس، دخلت إلى متجر صغير أبحث عن شيء أظنه بسيطًا... قطعة غيار لجهاز منزلي. سألت البائع، وكان رجلًا كبيرًا في السن، صوته هادئ، ونظراته حادة. لم تكن القطعة متوفرة، فقلت بانزعاج: 'كالعادة… ما في شي جاهز!' ابتسم بهدوء وقال لي: 'يا ولدي، اللي يستعجل الحصاد، ما زرع صح.' ابتسمت بفتور، لكن الكلمة بقيت… وفي طريق العودة، شعرت أنني سمعت حكمة، لا مجرد رد." الحكمة المستخلصة: تعلمت أن التسرّع في النتائج، دون أن نبذل جهدًا حقيقيًا، هو من أكبر أسباب خيبات الأمل. وقديمًا قالوا: "من جدّ وجد، ومن زرع حصد." و"اصبر تنل." من تلك اللحظة، بدأت أكتب مذكّراتي، لا لأتذكّر المواقف فقط، بل لأحفظ الحكم التي خبأتها الحياة في التفاصيل. وفي كل موقف، يوجد قول… وفي كل قول، حكمة تنتظر من يلتقطها.