معاناة كاتب وشعور قارئ
تفاصيل العمل
للكلمات معانِ تختلف حسب سياقها ، وحسب فهمها وطريقه طرحها ، فعندما يكتب الكاتب ربما يسمع القارئ الحرف قبل قراءته ولربما في أحيان اخرى تُفهم الكلمات بطريقه لم تكتبها خطوط الكاتب والمعاناة تبدأ من هنا. ( معاناة كاتب وشعور قارئ) لطالما كانت المعاني التي وصفها الشعور بإجماع الكاتب حروفاً حتى تكون شيئاً قريباً لعين القارئ فلربما تلامس شعوره ونبض قلبه بإختلاف الأثر.. إخلاصٌ في آنٍ تجتمعُ فيه المعاناة والألم.. لحظه لا يريد بها التصريح إلا أن قوى الممانعة أقل كفاءة في ذلك.. فيجد نفسه مكبلاً يبوح بكلماتٍ صُيّرت بمعاناه عند اتكاء الحروف لتصل القارئ بطبقِ شعورٍ على إختلاف الهدف وبتباين الألم.. يهيم لأجل شيء لم يستطع اجتلاب هدفٍ فيه.. لكن الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يبرره هو أنه يقوم بإجلاء صدره لشيءٍ لاحق قد يكون.. فالشيءُ الوحيد الذي اعتاد عليه أنه يجب أن يكون صادقَ المشاعر.. صادق البوح صادق النظرة واستباق الهيام.. قد ترمي لحظات الحياة بطيفِ خيالٍ يمر نسيماً يداعبُ طيف الكاتب إلا أنه لا علاقةَ للصدقِ به فيحاولَ تجسيدَ ما أحسهُ بنظمٍ منسقٍ وككلِ عادةٍ لابد للقوى أن تخون.. كغصه دموعِ العين حينما لا تبغي الإرادةُ ذرف تلك الدموع.. صار كاتباً يجيدُ صرف المعاني التي لا تشابه ما بين ثناياه، إلا أن الأمر عكس ذلك فما من كاتبٍ إلا ومرَّ بحكايه عظيمه.. أيا كانت! فالمعاناة مضربها في صدرٍ واحد.. مرُ الحكاية قد تأتي في البدايات.. ولا مجال للنهايات السعيدةِ بعض الشيء.. التغاضي عن أمورٍ لا يمكن للكاتب أن يفعلها فشعور القارئ سيتنبأ بها.. فتختل المعاني والثقه.. ويهتز عريش الأسد في مملكة الخواطر والروايات.. أتممت ذات مره كتابه موجزَ خاطرةٍ بسيطةٍ كنت قد تركت الخيالَ فيها شارداً عائماً فبلغتُ بها بشيءٍ لا يستحق أن يذكر هامشاً، على الرغم من ذلك إلا أن الأمر أشبه بخداع.. وأخرى دفنت فيها من حب الوحدة حروف وصفت الأمر فيها بصحيفةِ (صمت) .. فكان منها شيئاً ذكرته لامس قلبي.. ( ليس كل ما تثيره الحركة صامتاً وما بالك عن القلم؟! يتكلم مجازياً وأبرعُ صامتٍ حقيقي ٍ على الإطلاق.. يتمايل حيث تميل المشاعر مع الأهواء.. إلا أن الساعة لا تندرج تحت صفاتِ الصمت.. لأنها لا تصمت أبداً إلا إذا انتهت صلاحيهُ قدرتها فتبقى على قيدِ الحركةِ وإصدار التكتكهِ التي قد لا تكاد تُسمعُ إلا في وقتِ سكونٍ هادئْ ؛ ألا ترهق قليلاً؟!) لا أعلمُ ما كان مقصدُ هذا التلامس إلا أنني كنت كما ينبغي أن أكون.. وكلما مرَ بي نسيمُ الإلهامِ وقعّْتُ بأشياءٍ قد يختلف النسيم عن ما جسدته به.. فمعاناةُ الكاتب لا ينظر لها ما دام الذي يصلُ إلى قلوبِ القارئينَ شعورٌ مختلفْ..شعورٌ وجيزٌ على عكسِ معاناةِ الكاتبَ في ذلك.. مبتذلهٌ تلك الحالاتِ التي يحاربُ بها الكاتبُ القلمْ، لانه سيمضي سائراً بما أُسجي لأجله... كاتبٌ يكتبُ ويقرأ وقارئُ يشعر.. ما أبلغ المعاني وما أدقَ الوصفَ لتحريكِ التفاصيل.. وفي نهايه الأمور الساحهُ بيضاء والسماءُ زرقاء وللقلب نبضات وللروحِ أنفاسها ولا شيءَ يستحق الخلاف في ساحة الأحلام والإلهام..
مهارات العمل