نظرة عامة
بدأ التوسع في الاقتصاد العالمي عام ،2007 يفقد وتيرته السريعة في النمو متأثرا بأآبر الأزمات المالية منذ الحرب
العالمية الثانية. فقد شهد النشاط الاقتصادي تباطؤا في الاقتصادات المتقدمة خلال الربع الأخير من عام ،2007 ومن ثم
انخفض معدل النمو الحقيقي من 5 في المائة في عام 2006 إلى 4.9 في المائة في عام .2007 ولقد انخفض النمو في
جميع الدول المتقدمة لاسيما في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، حيث تترآز التوترات المالية الأآثر حدة. وبالنسبة
للدول النامية واقتصادات السوق الناشئة الأخرى، فإن تأثرها بتطورات الأسواق المالية آان أقل حدة حيث حققت تلك
الدول نمواً طفيفاً خلال عام ،2007 وعاآساً في الارتفاع معدل النمو في آل من إفريقيا ورابطة الدول المستقلة والدول
النامية الآسيوية ودول أمريكا اللاتينية، في حين انخفض معدل النمو في دول وسط وشرق أوروبا وحافظت دول الشرق
الأوسط على معدل النمو المسجل في العام السابق.
وقد صاحب تباطؤ النمو تراجعاً في معدلات التضخم في الدول المتقدمة، وفي المقابل ارتفعت معدلات التضخم في
الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة الأخرى. آما رافق انخفاض النمو الاقتصادي العالمي انخفاضا في معدل نمو
حجم التجارة العالمية في السلع والخدمات، حيث بلغ 6.8 في المائة خلال عام 2007 مقابل 9.2 في المائة في عام
.2006 ولقد ساهمت تجارة الدول المتقدمة والدول النامية واقتصادات السوق الناشئة الأخرى على السواء في الانخفاض
الذي سجله حجم التجارة العالمية في عام .2007
وفيما يتعلق بالمديونية الخارجية، فقد ارتفع إجمالي الدين العام الخارجي في ذمة الدول النامية واقتصادات السوق الناشئة
الأخرى بنسبة 19 في المائة في عام 2007 مقابل 10 في المائة خلال عام ،2006 إلا أنه في الوقت نفسه تراجعت
مدفوعات خدمة الدين آنسبة إلى الصادرات من السلع والخدمات خلال العام نفسه، واستمرت الاحتياطيات الدولية للدول
النامية واقتصادات السوق الناشئة في النمو، وذلك نتيجة للتطورات الايجابية في أرصدة الحساب الجاري في موازين
المدفوعات والتدفقات الرأسمالية والمالية المتجهه لتلك المجموعة من الدول.