يخاف الكثيرون من المنافسة التي تشعرهم بالتوتر الشديد والعجز أحياناً، لاعتقادهم أن هذا الكاتب الماكر سيخطف العملاء كلص محترف، وذاك المصمم الداهية سيبتلع سوق العمل كقرش مفترس. فهل هذا صحيح؟ ☆☆☆ إذا تتبّعتَ التاريخ فستدرك أن الاختلاف جوهر هذا الوجود، ونتيجة له تتباين طبائع الناس وأذواقهم الخاصة تجاه الأشياء. لهذا السبب قيل إن إرضاء الناس غاية لا تدرك، من منطلق أنك لن تستطيع، مهما فعلت، إرضاء كافة البشر على اختلاف مشاربهم. فالكاتب الذي تسحر كلماته بعض العملاء، قد لا تلقى كتاباته إعجاب آخرين برغم براعة قلمه، والعكس صحيح. نزار قباني مثلاً هو شاعري المفضل، لأنه يتقن فن السهل الممتنع فيصنع من مفردات بسيطة قطعة أدبية ساحرة، بينما لا يحب البعض كتاباته. والعقاد محبوب لدى زمرة من الناس، بينما يرى آخرون أن لغته معقدة وجافة تخلو من المشاعر، وهكذا دواليك. ☆☆☆ من هذا المنطلق، لا تخشَ من المنافسة، فستحظى بعملاء مخلصين طالما أنك تتقن عملك، حتى لو امتلأت المنصة بعشرات المنافسين ممن يقدمون الخدمات نفسها. وبدلاً من الوقوع في مصيدة «رهاب المنافسين»، احذر أن يستبد التكاسل والانهزامية بقلبك؛ فعدو الإنسان الأول والأخير هو الجانب السوداوي المعتم من النفس البشرية، وليس العالم الخارجي بكل ما فيه ومن فيه. ☆☆☆ إن العدو الحقيقي الذي يجب أن تهاب سطوته وتنتصر عليه ليس زميل عمل، بل هو الجانب الانهزامي من الذات الذي يحاول إيهامك أن المنافسين هم سبب إخفاقك وقلة مبيعاتك، لتنضم إلى مقهى الفاشلين الذين يحسدون النملة على صغر حجمها، ويتبعون نفس الأساليب والطرائق التقليدية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بدلاً من تحطيم صندوق الذات الاتكالي، وبدء التفكير بأسلوب مختلف ومبتكر. ☆☆☆ تذكر دوماً أن هناك متسعاً للجميع كي ينجحوا، فالخير كثير لكن علينا أن نفتح قلوبنا وعقولنا حتى تصبح مهيأة لاستقباله. ولا يكون ذلك إلا بالتفكير خارج الصندوق، والعمل الدؤوب، وتبني عقلية المحارب بدلاً من عقلية الضحية. يقول حمد الحجي: «ألا إنما بِشْرُ الحياة تفاؤلٌ .. تفاءلْ تعشْ في زمرة السعداء»، أما توماس جيفرسون فيقول: «أنا أؤمن بشدة بالحظ، وأرى أنني كلما اجتهدت في عملي نلت مقداراً وفيراً منه». ☆☆☆ آمن بأنك تستطيع الوصول، وسوف تنجح لا محالة