أخطاء تحرمك فرص عمل ذهبية (نصائح رائعة)
منذ سنة العمل الحر 8 تعليقات
في البداية أحب أن أنوه إلى أمر في غاية الأهمية؛ ألا وهو أن غايتي من طرح هذا الموضوع، هي مساعدة كل بائع على فهم بعض الأسباب التي تحرمه فرص كسب شريحة واسعة من العملاء، وإلقاء الضوء على بعض الأخطاء التي تحول بينه وبين اختيار كثير من المشترين له. حيث لا أقصد توجيه اتهام أو انتقاد جارح لأي أحد، وإنما أسرد نصائح من باب الرغبة الخالصة في تقديم المساعدة. ... ملحوظة مهمة قبل أن نبدأ: المقال طويل نسبياً، لأنني حاولت تغطية نقاط عدة. فلا تسأم مطالعة لن تأخذ منك سوى دقائق معدودات مقابل الحصول على فوائد عديدة، ستغير مجرى مسيرتك المهنية في تقديم الخدمات المصغرة بإذن الله. ... كثيراً ما ألاحظ بائعين يشكون عدم حصولهم على عميل واحد خلال شهور طويلة أو حتى سنوات من انضمامهم إلى المنصة. وكم يحزنني هذا الأمر، لأنني أعلم كم هو محبط أن تعوّل على العمل الحر، فلا تجد الباب مفتوحاً أمامك بينما ترى غيرك ينجحون، دون أن تدري الأسباب الكامنة خلف إخفاقك المتكرر الذي يبدو كأنه مسلسل درامي لن تنتهي حلقاته، في وقت ربما أنت بأمس الحاجة فيه لمصدر رزق أساسي أو جانبي يعينك على ظروف الحياة الصعبة. ... لهذا كله، سأتطرق في الفقرات القادمة إلى بعض الأخطاء المدمرة في عروض المشاريع والتواصل، من منطلق خبرتي العملية لبضع سنوات، وتجربتي الشخصية عندما أبحث عن بائع أشتري منه خدمة معينة أحتاجها. ... 1) عدم توثيق الحساب: من الصعوبة بمكان بعدما صار توثيق الحساب أمراً مهماً، أن تحظى بأي عميل إن لم توثق حسابك. وحتى لو نجحت مؤقتاً، فلن تستمر مسيرتك طويلاً، لأن التوثيق بات ضرورة لا غنى عنها. ... 2) عدم وضع صورة شخصية أو احترافية: بينما يرى البعض أن وضع البائع/ـة لصورته الشخصية أمر أساسي لاختياره، يقبل آخرون التعامل مع من لا يضعون صورتهم بشرط الخبرة وجودة الخدمات، وفريق ثالث يمزج في التعامل ما بين كلا الفريقين. ربما أنتمي نسبياً إلى الفريق الثالث شرط أن تكون هناك صورة للحساب على أقل تقدير (أي ليس حساباً بلا صورة نهائياً)، رغم أنني أميل إلى التعامل مع شخص يضع صورته الشخصية. ... إذا كان بمقدورك رفع صورتك، فسارع إلى ذلك فوراً لتزيد من فرصك في كسب العملاء. فإذا كان هناك مانع قاهر، ضع على الأقل صورة عالية الجودة وذات تأثير بصري قوي، تعبر عن نوعية الخدمات التي تقدمها، وتعكس انطباعاً بالاحترافية. ... 3) عدم مناداة المشتري باسمه: بعض العملاء مثلي يهتمون كثيراً بأسلوب التواصل، إذ يمكنني بكل بساطة أن أختار بائعاً أقل خبرة من آخر فقط لأنه أكثر لباقة. ومن الأشياء التي تدل على فهم البائع لأبسط أساسيات التواصل؛ هي مخاطبة العميل باسمه (الاسم الأول فقط)، لأن البعض ينسخ اسم الحساب كما هو ويضعه في العرض، كمن يخاطبني: «مرحباً أخي نبراس الحديدي!». طبعاً يبقى أفضل ممن يخاطبك دون ذكر اسمك، أو ممن يناديك بصفة المجهول دون اسم يلحق التوصيف (أخي، صديقي، ابن عمي، ابن جارنا، أستاذ، دكتور، بروفيسور). ... 4) عدم وضع رابط الخدمة المناسبة: عروض كثيرة على طلباتي السابقة وطلبات غيري من العملاء، كانت خالية تماماً من رابط الخدمة المطلوبة. إن هذا الأمر مزعج أكثر مما تتصور، لأن المشتري يتضايق من أن تضطره إلى دخول حسابك، ثم البحث عن الخدمة المناسبة ليتواصل معك عبرها، بدلاً من ترك رابطها في عرضك لتسهيل عملية الوصول؛ مما يعطي انطباعاً بعدم حرفيتك، أو بأنك على أقل تقدير لا تريد أن تكلف نفسك عناء مساعدة المشتري، فكيف إذن ستساعده في إنجاز طلبه بشكل لائق؟! ... 5) عدم تعريفك بنفسك: يبدأ التعريف بالنفس بذكر اسمك في العرض لا بقول: «أنا بائع جديد، أنا رائد فضاء، أنا أحمل 17 شهادة من جامعة هارفارد، أنا عبرت سور الصين العظيم». فكما أنه من الضروري مخاطبة العميل باسمه في بداية عرضك، فإن ذكر اسمك في بداية العرض له نكهة خاصة وتأثير غريب، ربما سببه أننا نميل عادة إلى التعامل مع الأشخاص المألوفين بالنسبة لنا أكثر من غيرهم؛ وذكر اسمك يجعلك مألوفاً لا ملفوفاً. وبالتالي عندما تكسر الجليد من خلال تعريف المشتري باسمك، فإنك تختصر المسافات وتبني جسور الثقة، مما يحثه أكثر على اختيارك. ... 6) أخطاء لغوية في العرض والصفحة الشخصية: سأحدثك الآن عن معاناتي شبه الدائمة؛ حيث طرحت في مناسبات عدة طلبات أرغب من خلالها في التعامل مع مدقق لغوي، أو مترجم.. إلخ. ولك أن تتخيل عشرات العروض المليئة بالأغلاط الإملائية الفادحة، إلى جانب الكوارث اللغوية في صفحة البائع (النبذة، العناوين، وصوف الخدمات)! ... لا ضير أبداً من ارتكاب بعض الأخطاء البسيطة، فكلنا بشر نخطئ. لكن شتان بين خطأ بسيط وخطأ فادح، فهناك أغلاط لا يمكن التساهل معها عندما يكون المطلوب كتابة مقال، أو تدقيق نص عربي، أو ترجمة من وإلى العربية. ... أمثلة سريعة على أخطاء لغوية في عناوين الخدمات: (ترجمه، إحترافية، الانجليزية، انجليزى، الى، إلي، تدقيق لغوى، من و إلى). تصويب: ترجمة (تاء مربوطة) - احترافية (دون همزة تحت الألف) - الإنجليزية (همزة تحت الألف) - إنجليزي (همزة تحت الألف + نقطتان تحت الألف المقصورة لتصبح ياء) - إلى (همزة تحت الألف، وألف مقصورة من دون تنقيط تحتها) - تدقيق لغوي (ياء لا ألف مقصورة) - من وإلى (واو العطف تلاصق الحرف الذي يليها دوماً، وترك فراغ بينها وبينه يعد خطأ لغوياً). ... وعليه، إذا كنتُ أريد شراء خدمة ترجمة من الإنجليزية إلى العربية مثلاً، يكفيني الاطلاع على عنوان خدمة الترجمة لدى البائع، فإذا وجدت خطأين لغويين مثل: ("ترجمه"، "إحترافية")، أو مثل (ترجمة من "الانجليزية" "إلي" العربية)؛ فلن أختار التعامل مع البائع حتماً، لأنني أعلم عندها أنني سأتعب كثيراً في تصحيح الأخطاء بعد استلام الخدمة. ... على الدوام، عندما أطلب هذه النوعية من الخدمات أنظر إلى جميع عناوين خدمات البائع بما فيها تلك التي لا علاقة لها بالطلب للتأكد من إتقانه للغة العربية، وأراجع نبذته الشخصية عن نفسه لرؤية ما إذا مكتوبة بلغة عربية سليمة، بالإضافة إلى مراجعتي لوصف الخدمة المطلوبة كاملاً للتأكد من مهارة الصياغة وخلو النص من الأغلاط الفادحة. هذا التصرف ليس مبالغة كما سيظن البعض، بل طريقة أضمن بها إلى حد معقول حصولي على خدمة كتابة أو ترجمة أو تدقيق جيدة. ... فاحذر وجود أي أخطاء لغوية كبيرة في اسم حسابك، وفي عرضك، وفي عناوين خدماتك، وفي وصف كل خدمة، وفي نبذتك الشخصية. فإن لم تكترث لهذه النقطة المهمة، فصدقني أنك ستخسر عشرات العملاء دون أن تدري ما السبب. ... 7) الاختصار الشديد في العرض: بعض العروض الضعيفة من حيث الإقناع لا تعدو كونها بضع كلمات فحسب، مثل: (تواصل معي، راسلني لمزيد من التفاصيل، بانتظار تواصلك، أنا جاهز، قرأت طلبك وأنا حاضر، مرحباً أستطيع تنفيذ العمل، أنا أكتب وبائع جديد.. إلخ). ... إن العرض الذي لا يتعدى بضع كلمات، أو لا يتجاوز سطراً واحداً غير مؤثر مع قسم كبير من العملاء أنا واحد منهم. ربما هناك من أقنع العميل بطلب خدمته رغم قصر عرضه لكن هذا الأمر ليس قاعدة يعوّل عليها، ولا يمكن تطبيقه الجميع. ... فاجعل عرضك غنياً بالآتي: (التحية الراقية، اسم العميل الأول، اسمك الأول، خبراتك ومهاراتك، رابط الخدمة المناسبة، مزايا أو إضافات تحث العميل على اختيارك، خاتمة ودودة، تنسيق مرتب للعبارات والفقرات). ... 8) الأسلوب الجاف من أول العرض حتى آخره: بعض الباعة يكتبون عرضاً احترافياً إلى حد مقبول، لكنهم يتواصلون عبره بطريقة آلية خالية من المشاعر، فلا يتركون تحية ولا خاتمة جيدة، ولا يضعون عبارات طيبة تكسر الجليد بينهم وبين المشتري. مثل هذا السلوك قد لا يؤثر على اختيارك مع بعض العملاء، لكنه دون شك سيؤثر على اختيارك من قبل فئة أخرى من المشترين الذين يهتمون بالتواصل الإنساني. فاحرص في كل الأوقات على تحية العميل، وترك بضع كلمات ودودة في عرضك، حتى يشعر بالمودة تجاهك فيأسره لطفك قبل احترافيتك. ... 9) إهمال بعض القواعد السابقة عند تواصل المشتري معك: يحدث أحياناً أن يختار المشتري شخصاً من بين المتقدمين، فيتواصل معه قبل طلب الخدمة للتأكد من أنه سيحظى بمعاملة طيبة، ويحصل على جودة مناسبة. هنا يهمل الكثيرون - بحكم تجربتي الشخصية الغنية بالمواقف المخيبة للآمال – أهم قواعد التواصل الإنساني وبديهياته. ... كم من المحبط بعد الجهد المبذول في قراءة جميع العروض، ثم اختيار بائع - تراه الأفضل - لتتواصل معه؛ أن تلقى رداً جافاً مختصراً على رسالة ودودة من طرفك، فتقرر الانسحاب قبل الشروع في العمل مع شخص لم تشعر بالأريحية أثناء التواصل معه منذ اللحظة الأولى. ... إذا كنتَ تود توضيحاً أكثر تفصيلاً، فدعني أطرح مثالاً افتراضياً: تواصلتَ مع بائع قبل طلب الخدمة، وقمتَ بالآتي: 1) خاطبته باسمه. 2) ألقيت عليه التحية. 3) سألته عن أحواله أو صحته. 4) تركت في رسالتك كلمات ودودة. ... وإذ تُفاجأ برد مقتضب لا يناديك من خلاله باسمك، ولا يرد التحية، ولا يجيبك حول سؤالك عن حاله ويسألك في المقابل عن أحوالك، أو يتمنى على أقل تقدير أن تكون بأفضل الأحوال؛ وإنما فقط يبين لك استعداده لبدء العمل! ... عندما يسألني عميل جديد أو قديم على سبيل المثال: كيف الحال أخ نبراس؟ أجيبه بعد التحية (أحد طرق الرد التي أتبعها): أنا بخير حال أخ (...)، وأرجو أن تكون بأفضل الأحوال. وفي العموم، يستحيل أن أغفل الإجابة عن مثل هذا السؤال إطلاقاً، بل وحتى الإجابة عن أي سؤال مطروح (متى سُئلتُ فإن الإجابة واجبة). ... أخيراً وليس آخراً، أحب أن ألفت انتباهكم إلى أن ما ذكرته في الفقرات السابقة لا أقصد به أي شخص على الإطلاق (كل المحبة والاحترام للجميع)؛ وإنما أتكلم بشكل عام عن تجارب تواصل غير ناجحة لم تحدث معي فحسب، بل مع عملاء كثر. ... أخيراً، دعني أختتم بالسؤال التالي: هل هناك استثناءات لكل ما ذكر؟ بالتأكيد ستجد عملاء لا يركزون أثناء اختيارهم للبائع على بعض ما ذكرته، وآخرون لا يعيرون اهتماماً لأي نقطة أوردتها. لكن لماذا لا تسعى إلى إعداد عروض نموذجية تجذب كافة أطياف العملاء، بمن فيهم من يهتمون بأناقة التواصل بدرجة تعادل جودة الخدمة المقدمة وربما أكثر؟
11
شارك
الردود
منذ سنة
1
مقال راائع أخي نبراس ?❤ أنا متابعك لحظة بلحظة وقرأت أغلب مقالاتك ?
هذا من لطفك أخي باسل. شكراً على المتابعة، ومرحباً بك في أي وقت.
منذ سنة
1
أحسنت النشر بارك الله فيك أستاذ نبراس
شكراً أختي أسماء. سدد الله خطاك وأنار دربك دوماً.
منذ سنة
1
أحسنت النشر، نصائح قيمة
هذا من دواعي سروري صديقي يوسف. تحياتي لك.
منذ سنة
1
بارك الله فيك.هذه النصائح جد مفيدة ❤️
أشكرك على المتابعة، ومرحباً بك دائماً.
قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة ردود
نبذة عن الكاتب
المساهمات
24
الردود
22
النقاط
7
انشاء الحساب منذ 3 سنوات
آخر تواجد منذ ساعة
مركز المساعدة