فن التواصل مع العميل
منذ سنتين العمل الحر 12 تعليقات
يصعب على الكثير من البائعين جذب المشترين ودفعهم لشراء خدماتهم والمحافظة على العملاء الحاليين، بفضل إهمالهم لأمر غاية في الأهمية، ألا وهو التواصل الذّكي والجيّد مع العميل. لذلك سأسرد مجموعة من الأخطاء التي تقع فيها فئة من الباعة، وكيفية التّعامل الصّحيح: ... 1) عدم مخاطبة المشتري باسمه: نسبة كبيرة من البائعين لا يدركون مدى أهميّة مخاطبة المشتري باسمه، وهو ما يعدّ واحداً من أساسيّات فن التّواصل في العالم. فاسم الإنسان هو من أكثر الأشياء المحبّبة إليه (اسأل نفسك). وأستغرب صراحة من هذه العادة المستشرية، حيث ترى اسم المشتري ظاهراً أمام البائع باللغة العربية بوضوح تامّ، غير أنه لا يناديه به! ... إن مناداتك لأي إنسان باسمه هو نوع من الاحترام والتّقدير وجسر يصلك به. فكيف تتوقّع أن تكسب عميلاً جديداً أو تحافظ على عميل حاليّ دون كسب ودّه؟ ومناداته باسمه هو بداية الطّريق (ليس كلّ شيء، لكنّه أمر مهمّ). لذا عوّد نفسك على مخاطبة النّاس بأسمائهم سواء في حياتك الواقعيّة أم العمليّة أم الافتراضيّة. ... 2) كثرة الرّسائل: من أكثر الأمور المزعجة للمشتري هو إزعاجه بكثرة الرّدود والاستفسارات حول الخدمة التي تقدّمها له، ومراسلته في كل خطوة من خطوات تنفيذ العمل المطلوب منك. لذلك احرص دوماً على أن تكون خفيف الظلّ. فلا ترهق العميل برسائلك، ليضطر كل مرة للرّدّ عليك، فيشعر بانزعاج، وبالتالي عدم الرغبة في تجديد التّعامل معك أو حتّى التّعامل معك من أساسه (إذا هرب منك أحد المشترين السّابقين، فربّما كثرة رسائلك جعلته يشعر أنّك تلاحقه). ... 3) بداية التّواصل وأثناء تنفيذ الطلب وعند التّسليم: بعض الباعة لا يرحّبون بالمشتري بعبارات مناسبة فور مراسلته إيّاهم، فتراهم يردّون عليه بعبارات رسميّة جافّة، وهذا أمر خاطئ تماماً. فصحيح أنّك تحاول الظهور بمظهر حرفيّ، لكن ذلك لا يمنع أن تكون ودوداً لطيفاً. فعوضاً عن القول: أهلاً، أستطيع إنجاز المطلوب. قل مثلاً: أهلاً ومرحباً بك أخي (اسم المشتري)، نعم بوسعي تنفيذ طلبك (اذكر النقاط التي ذكرها هو في رسالته للتّأكيد على أنّك فهمت ما يريده بدقّة)، وزمن التنفذ (كذا)، والسعر (كذا). مع ذكر مميّزات ما ستقدّمه له (مزايا الخدمة). ... أ) بداية التّواصل: لنفترض الموقف التّالي لتقريب الصّورة: زبون يراسل بائعاً قائلاً: صباح الخير، كيف حالك أخي (يذكر اسم البائع)؟. هل يمكنك إنجاز هذا العمل لأنني أريد كذا وكذا؟ فيجيب البائع باختصار: نعم أستطيع أخي وسعر الخدمة (كذا). بمعنى أنه لا يردّ التّحية، ولا يجيب عن استفسار المشتري عن أحواله (كيف حالك؟)، ولا يذكر اسم المشتري حتّى، رغم أن المشتري خاطبه باسمه! فهل تتوقّع أن العميل لن يلاحظ ذلك، ولن يشعر بالانزعاج وربمّا النّفور من ذاك البائع؟ ... أحياناً، قد يمرّ الأمر مرور الكرام، لكن في أحيان أخرى كثيرة سيكون ذلك سبباً كافياً لعدم تعامل المشتري مع البائع، أو عدم تكرار التّعامل في حال تعامل معه سابقاً متجاهلاً أسلوبه الجاف في التّعامل معه، وذلك بغضّ النّظر عن حرفيّة ذلك البائع (حدث هذا الأمر معي عدّة مرات أثناء قيامي بشراء خدمات من باعة آخرين، لم أكرّر التّعامل معهم بعدها). ... ب) أثناء تنفيذ الطّلب: تضطرّ أحياناً إلى مراسلة المشتري خلال تنفيذك لطلبه للاستفسار والتّأكد من بعض الأمور، وليس في ذلك أيّ مشكلة طالما أنك لا تُثقل عليه بكثرة الاستفسارات. نصيحتي لك: إذا كان لديك العديد من الأسئلة والنّقاط التي تريد مناقشتها، فلا تراسل العميل بخصوص كل واحدة منها على حدة، بل قدّمها للعميل دفعة واحدة في رسالة واحدة. ... وفي هذه الحالة، عليك ألّا تنسى طيب التّعامل والعبارات الودودة، خصوصاً عند طلب العميل لبعض التّعديلات المقبولة حسب وصف الخدمة، كأن تقول له: اطمئن أخي (اسم المشتري) سأعمل على التّعديل المطلوب.. وتحياتي لك. ... ج) عند تسليم الطّلب: لا أدري ما مشكلة بعض البائعين، ترى الواحد منهم ودوداً نوعاً ما في بداية التّواصل وأثناء تنفيذ الطّلب، لينقلب إلى النّقيض في مرحلة التّسليم، ظنّاً منه ربّما أنه أنجز المطلوب ولم يعد هناك داعٍ للتّودّد إلى المشتري بعد أن حصل على ما يريده (بيع الخدمة). ... والبعض من الباعة كذلك، يشكرهم المشتري على جهدهم ويترك لهم تقييماً إيجابيّاً فلا يردّون على رسالته الأخيرة، ولا يتركون ردّاً على تقييمه الإيجابّي، أو على أقل تقدير يبعثون له برسالة ضمن طلبه شاكرين إيّاه على تقييمه. ... إن هذا من أكثر الأخطاء الشّائعة، وكان سبباً من أسباب عدم عودتي للشّراء من باعة كثيرين تعاملت معهم، لأن العميل يشعر وكأنّ البائع الّذي تعامل معه كان همّه الوحيد هو قبض ثمن الخدمة الّتي قام بها والسّلام. ... لهذا، تأكّد دائماً من مخاطبة المشتري بعبارات ودودة عند تسليم الطلب، والرّد على تقييمه الإيجابيّ سواء ضمن تقييمات الخدمة أو بإرسال رسالة في الطّلب الوارد تشكره فيها على كلماته الطّيّبة، وذلك خلال 24 ساعة من تركه لتقييمه. ... خلاصة وزيادة: 1) خاطب المشتري وأيّ إنسان تتعامل معه في حياتك الواقعيّة أو العمليّة أو الافتراضيّة باسمه. 2) لا ترهق المشتري بكثرة رسائلك واستفساراتك ومحاولاتك لجذبه وإقناعه بخدماتك وغير ذلك. 3) قم بتحيّة المشتري والرّد على تحيّته وسؤاله عن أحواله، خصوصاً إذا كان يسألك عن أحوالك. 4) تواصل مع المشتري بأسلوب ودود من بداية الطلب وحتى إلى ما بعد انتهائك من تسليم العمل. 5) اقرأ بعض الكتب القيّمة "وليست التّجارية" في مجال تطوير الذّات، لتحسين قدرتك على التّواصل مع الآخرين عموماً. 6) ركّز اهتمامك على بناء علاقة إنسانيّة طيّبة بينك وبين عملائك، لا مجرّد إقامة علاقة قائمة على المال فحسب، فلذلك فوائد لا تعدّ ولا تحصى لكلا الطّرفين. ... كان هذا موجزاً لبعض النّقاط المهمّة في فنّ التّواصل. ... دمتم متألّقين.
4
شارك
الردود
منذ سنتين
1
شكراً لك أستاذ نبراس دمتة مشرقاً
منذ سنتين
لا شكر على واجب صديقي محمد. دام حضورك المميز.
رائع :)
منذ سنتين
على الرحب والسعة :)
منذ سنتين
2
نصائح رائعة فأنا اسير عليها في تعاملي مع المشترين دائما
منذ سنتين
هذا من دواعي سروري. أرجو لك دوام التوفيق والنجاح.
منذ سنتين
2
نصائح رائعة أستاذ/ نبراس أتمنى لك التوفيق دائماً
منذ سنتين
هذا من لطفك أختي أماني. أرجو لك بدوري دوام النجاح والتألق.
منذ سنة
2
نصائح رائعة وضرورية شكرا لك
منذ سنة
1
كل الشّكر والاحترام والتقدير لك أخ نبراس. لابدّ أنّك قد تعاملت مع الكثير والكثير من العملاء حتى وصلت لهذه المرحلة من الفهم الصحيح لمهارة التواصل. استفدت كثيراً من مقالك كوني بائعاً جديداً أسعى لأحصل على أول عميل. تحياتي لك فنحن من بلدٍ واحد.
لا شكر على واجب أختي سورا، ومرحباً بك دائماً.
من دواعي سروري أن المقال أفادك صديقي باسل. أرجو لك مسيرة عمل ناجحة، ودوام الإبداع والتألق. دمت بألف خير، وتحية لك ولكل الأحبة في سوريا الجميلة.
قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة ردود
نبذة عن الكاتب
المساهمات
24
الردود
22
النقاط
7
انشاء الحساب منذ 3 سنوات
آخر تواجد منذ 7 ساعات
مركز المساعدة